مقتطف من كتاب التكوين الآدمي
نحاول في بحثنا هذا إعادة الربط الشرعي
بين طرفي (التاريخ والديانة)
بعد أن انفصمت هذه العلاقة منذ حُقَبٍ بعيدة
، فالشيطان قد يَحمِلُ المرءَ بواسـطة
عملائـه ونوابه
على إعطـاء التاريخ مسـاراً مادياً بحتاً ،
يسـمونه (المسـار العقلاني) ،
أو (المسـار المادي العلمـي)
، وبهذا الفهم الأنوي انطلقت
العقول البشـرية
في عزل التاريـخ عن الديانات
، وعزل الديانات الشرعية
عن التاريخ المادي
، واستشرى هذا الانفصام
من خلال المناهج العلمانيـة
ومـا يشـابهها في عـزل الأجيال عن معرفـة
العلاقة بيـن
المادة والدين ، والعقل والشريعة.
وقـد حدد العلماء الماديون الحضارات القديمة
بأنها إحدى وعشـرين حضـارة ،
سـت حضـارات أصليـة
لا ترجـع إلى غيرها،
وخمسـة عشـر حضـارة تنحدر
مـن حضارات أخرى وترجع إليهـا ،
والفرعونية هي أول
الحضـارات السـت الأصليـة ،
وتليها البابليـة التي قامت في بـلاد ما بين النهرين
بنفس نظرية الحكم الفرعوني ،
وتليها حضارة (بلاد الأزتك)
في أمريـكا الجنوبية ،
والحضارة الصينية ،
والحضارة المينوسـية في كريت ،
وحضارة بلاد المايا (أمريكا الوسطى).
والقـرآن هـو أصل مسـتند بحثنا
في إعادة الربط الشـرعي
بيـن التاريخ والديانـة،
وقـد تناول هذه المسـألة
من عدة جهـات وجوانب،
ولكن هذا التناول كان متجهاً إلى الربط
الكامل بين الديانات الشرعية
وإيجابية كتابة التاريـخ وحوادثه ،
فمـا من أمَّةٍ تناولها القرآنُ
إلا وأبـرز موقفها الإيجابي أوالسـلبي
من الرسـالة والرسل ..
ولم يتناولها من خلال قوتها
المادية أو الحضارية البحتة.
نبذة عن المولف الحبيب أبوبكر العدني ابن علي المشهور
نسبة:
هو العلامة و المفكر الإسلامي والداعية الى الله
الحبيب أبوبكر بن علي بن أبي بكر
بن علوي بن عبد الرحمن بن أبي بكر
بن محمد بن علوي بن محمد المشهور
ينتهي إلى السادة آل باعلوي الحضارمة حيث ينتهي نسبه
إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب
والسيدة فاطمة الزهراء ابنة الرسول
محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
ولادته ونشأته:
ولد عام 1946م - 1366هـ من أسرة علم وفضل
حيث كانت ولادته بمدينة أحوَر بمحافظة أبيَن اليمن
ونشأ على يد والده العلامة السيد علي بن أبي بكر المشهور
وكان حفظه للقرآن الكريم على يد والده في عُمر مبكرِِ
ونال نصيباً من العلوم الشرعية واللغوية
في حلقات والده وفي «المدرسة الميمونة» ببلدة أحوَر.
كما تلقى العلوم الشرعية على مجموعة من علماء أحوَر وعدن وحضرموت
جمع في تعليمه بين التلقي عن الشيوخ عن طريق التعليم الأبوي والمسند
وبين التعليم الأكاديمي المعاصر، حيث تخرج من جامعة عدن كلية التربية قسم اللغة العربية
كما حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة عدن.
المؤلفات:
- الأسس والمنطلقات في تحليل غوامض سنة المواقف وفقه التحولات.
- التليد و الطارف شرح منظومة فقه التحولات و سنة المواقف.
- إحياء لغة الإسلام العالمية.
- إحياء منهجية النمط الأوسط من بقية السيف وسادة الصلح.
- دوائر الإعادة ومراتب الإفادة.
- النبذة الصغرى في معرفة علامات الساعة الكبرى والوسطى والصغرى.
- سلسلة أعلام مدرسة حضرموت.
- الإقليد في فتح أبواب العلوم الخمسة المرتبطة بفقة التحولات التليد.
- المرصد النبوي .
- إظهار العلم المكنون .