النقض الموعود والقبض المعهود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متابعي ومشاهدي مدونة آخر مستجدات العالم
رجعنا لكم بمقالة من مقالات المرصد النبوي
والمرصد النبوي هو كتاب من كتب الشيخ الدكتور
الحبيب أبوبكر العدني بن علي المشهور
بسم الله الرحمن الرحيم
لولا عظمة النصوص القرآنية والنصوص النبوية
في عالمنا المعاصر ومعرفة شرفها المقرون بقراءة
فقة التحولات ((علامات الساعة )) لكان لهذا التعدي و التحدي
بين علماء المسلمين أثر خطير على القلوب والأرواح والبصائر .
وإذا قلنا مثل هذا القول إنما نحدده في تصورنا
الذي تهيأ لنا ضبطه بالفقة المشار إليه
أما غيرنا فلا بد أن ينزع إلى أحد طرفي
الإفراط والتفرط بما لا يدع مجالا للشك
في تصادم المسلمين تصادما لا رجعة فيه ولامناص منه ...
فالنقاش المطروح اليوم
في ساحة الأثر والتأثير قائم على الإثارة
والتحريش بين المنسوبين مرحلياً إلى
أهل السنة والشيعة ،وهما المذهبان المختلفان
على مدى تاريخ التكون والتحول
لدى طرفي الجفاء والغلو في الجانبين.
وقد كانت الشيعة تخفي عقدتها السياسية
والفكرية خلف أقنعة الزمان والمكان
كما كان بعض أهل السنة يجاهرون
بالكشف المطلق عن هنات الشيعة
وخباياهم الفكرية والعقدية بالوسائل
والرسائل ونقد بعض المسائل
ولكن الأمر في مرحلتنا المعاصرة
قد خرج عن طوره المألوف والمتوقع
إلى المواجهة السافرة التي لا غبار عليها
ولا ضبابية فيها
وخاصة من خلال القنوات الفضائية
والتي صارت تسمع الأمة المغلوبة المهزومة
ما يزيدها هزيمة وضعفاً وإحباطاً
ويفت في عضد ناشئتها وأجيالها الحائرة
الناشئة المهزوزة في فكرها وعقيدتها
وتعليمها وتربيتها واقتصادها وآمالها
بعد ضياع قرارها وزعزعة استقرارها وعزتها
بفعل السياسات الماكرة والتحالفات
السائرة بين سماسرة السياسة والعلم
منذ عهد الغثاء وهيمنة الاستعمار
إلى عهد المواجهات العسكرية في العراق ومصر والشام
وأخص هذه الأقاليم الثلاثة لأنها مثلث الدمار التاريخي المبرمج
ولعل فهمنا هنا لهذا الموضوع
يختلف عن فهم الفريقين عن طرفي الجفاء والغلو
وخصوصاً في محور المناقشة
للتاريخ
الإسلامي ومسيرة الحكم والعلم فيه.
فالفريقان ينطلقان من مناقشة الحوادث ومجرياتها
والمكايدات ومرقوماتها
وكل يحشد الأدلة المتنوعة لإبطال وجهة نظر الجانب الآخر
وقد طال هذا الجدل والنقاش
وتجاوز مراحل الشتم والذم إلى مراحل المواجهة بالحرب وإساحة الدم
ولا يجد أحد الفريقين مناصاً من إبادة الفريق الآخر
تحت مسمى التطهير العرقي والصراع الطائفي
والانتصار للحق الذي يعرفه ويدين الله به
ولو على حساب الطعن في القرآن وفي السنة.
وبين مرحلتي التغيير والتطهير
يبرز العلماء والمفكرون من الشيعة
لبسط فقه المبررات والمغالطة من منابر الفضائيات
ومواقع ثورة المعلومات لمحاكمة التاريخ
أو للدفاع عنه من خلال فقه الحوادث ومكايدات المؤرخين
ونقلة
التاريخ وفوضى المجموعات الفكرية المتحولة.
كما تبنىَّ غلاة أهل السنة المواقف المعاكسة
الضدية لكل موضوع تبناه الشيعة بالرد عليه
من خلال وصف الحوادث ومجريات الوقائع
وقول الرواة والنقاد، وكلام بعض الحفاظ
والخلط بين المتطرفين والمعتدلين
ونسبة الخطأ بعمومه للتشيع والشيعة
على غير تمييز ولا تمحيص
حتى صعب الالتقاء على نقطة مشتركة للاجتماع والتآلف
أو التمييز بين ما هو إيجابي
وما هو سلبي.
ومع هذا وذاك فإن فقه التحولات
والعلم بعلامات الساعة لا يولي لهذا الاختلاف بالاً
ولا يعطيه قيمة ذات اعتبار
لأنه ليس أصل المشكلة ..
بقدر ما ينسبه إلى الإفراط أو التفريط
أو يعتبره جزءاً من فقه الجفاء أو الغلو لدى المختلفين
بصرف النظر عن حشد الاستدلالات
وانتقاء الحجج والبينات من قول هؤلاء ضد هؤلاء
وقول هؤلاء ضد مخالفيهم.
ومع أن المكايدات قد بلغت قِمَّنتها
وأعلى مظاهرها في مرحلتنا المعاصرة
ولم يعد كما سبق ذكره من أمل يرجى في شيء من التوافق
وخاصة بعد ظهور لغة السياسة و تدخلات أعداء الأمة
ممن يملكون قرار السلم والحرب في العالم المعاصر
ويهندسون المواقف المحلية والإقليمية والعالمية
إلا أن لغة فقه التحولات
ومراجعة العلم الشرعي لفقه علامات الساعة
تساعد الراغبين في معرفة الحق من جهة
ومعرفة فقه النصوص لا فقه الحوادث والمكايدات
على ما يطلق عليه (منهج أهل النمط الأوسط) من جهة أخرى
وهو المنهج الشرعي الأساسي
المرتبط بمرحلة الرسالة الخاتمة
وما تلاه من منهجية الأئمة
من سادة الصلح وبقية السيف
الذين خرجوا عن دائرة الإفراط والتفريط
بعيداً عن توظيف اللسان في الذم
أو توظيف اليد في الدم
باعتبار أن هذا التوظيف السلبي
جاء في مراحل لاحقة
فرضت نفسها على أمة الإسلام
من خلال الصراع السياسي ومخرجاته الوضعية العقلانية
أو توظيف النصوص النبوية
والأبوية لخدمة الصراع ذاته للخروج منه
والمخرج السديد لمن وعى
ومن أراد حسن الاقتداء والاهتداء
بدعوة المتبوع الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
أن يرتقي إلى مستوى هَدْيِهِ ومواقفه
ويتجنب الإثارة ورصد المعايب
أو طول التفقه في تفاصيل وقائعها وملابساتها
فما هذه الأساليب إلا وقود فتنة
ونار تأكل الأخضر واليابس
ولا ينتظم بها دين ولا يستعاد بها حق ولا
تقوم بها أمة.
والقول الفصل في هذا الاحتدام
إحياء ما أمات الناس من سنته
صلى الله عليه وآله وسلم
وهي سنة المواقف
التي عبر عنها بقوله:
«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء
الراشدين المهديين من بعدي»
وبرغم من طعن في الحديث
وروايته فإن المعاني المشار بها
في هذا الحديث ناطقة بصحته
وسلامة مقصده صلى الله عليه وآله وسلم
فيما أشار إليه:
«فإن من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً».
ومن فقه المخارج لمثل هذا الاحتدام
إعادة القراءة الزمنية لفقه المدرستين
مدرسة الإفراط ومدرسة التفريط
وربطهما معاً بمراحل
التنشئة والظهور.
فالمرحلة الغثائية التي نحن اليوم نعيشها
لا تحمل حصانة نصية
ولا يحمل رؤوس الحركة السياسية
الإسلامية فيها أيضاً حصانة نصية
وإنما حصانتهم مربوطة بغطاء الشرعية الدولية
التي هم أعضاء فيها وملتزمون بقراراتها
سواءً كانوا في مستوى الحكومات والأحزاب
أو كانوا في مستوى المؤسسات
والجماعات
والجمعيات.. علموا ذلك أم لم يعلموا.
وسواء تمذهبوا بالمذاهب التقليدية أم خرجوا عنها.
ونتيجة فقدان هذه الحصانة
فكل المجموعات المتناحرة تعمل في إطار
الخدمة للقرارات الدولية وتحت إشرافها شاءت أم أبت.
وما صراعها المذهبي والفئوي والطائفي
إلا امتدادٌ لمؤامرات سياسية مبرمجة بدقة
وعناية مسبقة بصرف النظر عن عمق مادة الصراع
التاريخي ذاته تدفع بها ضمن معادلة الفوضى الخلاقة
لتنتهي في آخر المطاف بحماية الدولة اليهودية
وتأمين هيمنة القوى الدولية
على مصادر القرار والطاقة والثروات
ولتبقى عمائم العلماء
وجماجم الدهماء -أي عامة الناس-
وشارات الجماعات وشعاراتها
وقودا لنارية الطَّبَعِية والوضعية
في معركة الولاء والبراء وعشوائية الانتماء
وفي أفضل معانيها ومشاهدها
مجرد غطاء ديني وشرعي
مسيس لتنفيذ مصالح حملة القرار .
أما إذا ارتقينا في الدراسة الزمنية
إلى ما قبل مرحلة الغثائية
فإننا سنرى سياسة المؤامرة المشتركة
على ما يسمى (تركة الرجل المريض)
وأن تقسيم هذه التركة ضمن الأنصبة المَقَاسِية
والقياسية العالمية كان المشروع
السابق لما أشرنا إليه بالغثائية اللاحقة.
وهي مرحلة جديرة بالدراسة على ضوء فقه التحولات
لنرى كيفية المعادلة السياسية
التي تبناها المستعمرون لقلب الموازين
ورجحان كفة العملاء على كفة العلماء
وتمهيداً للمرحلة المدونمة
وتطبيعاً لقبول الدولة اليهودية في فلسطين
وإشهاراً لمدرسة التوحيد السياسي
في جزيرة العرب مدرسة التحريش والمنافسة
وفتحاً للأفكار الإلحادية الشيوعية
العالمية كي تغزو الأمة الإسلامية
في قعر دورها وعمق بلادها.
وبهذه القراءة لا بغيرها ندرك موقع الترجيح
والدفع المبرمج المؤدي بالضرورة
إلى تغليب مجموعة على أخرى
داخل المجتمعات الغثائية
والمجتمعات المدونمة
بدءاً بالنقض السياسي ثم القبض العلمي والمعرفي
الذي أدى على ممر التاريخ القريب
إلى ظهور المدارس الحديثة..
مدارسِ طلاب الخدمات وموظفي
المؤسسات والشركات.
كما أنه أدى إلى ارتفاع أصوات النشاز
الحزبي والفئوي والتياري المدعوم
داخل الخيمة الإسلامية لضرب
نماذج المناهج التقليدية:
المذهبية والصوفية وآل البيت (النمط الأوسط)
وإضعاف كافة أجنحة التوسط الشرعي
والاعتدال في الأمة عموماً
ليتحول الأمر على مدى معين
إلى صراع بين طرفي الإفراط والتفريط
في قوتين أساسيتين هما
(مجموعات العمل السياسي
من أهل السنة المصنعة المدعومة
ومجموعات العمل السياسي من الشيعة المقنعة المحمومة)
ذات العلاقة بالأنظمة الدولية
والمشاريع السياسية العالمية
إضافة إلى ما تبلور في هذه المرحلة
من دعوات جديدة مرتبطة بالغثائية السياسية
كالمدرسة الشيوعية الملحدة والمدرسة الليبرالية العلمانية
والمدارس التوليفية السياسية قومية ومناطقية
وإرهابية وصولية أو أصولية .
وأمام هذه الفوضى الفكرية العارمة
لن يتأتى للمسلم المخذول معرفة الحقيقة
إلا بالنظر الواعي في النصوص الشرعية
وهي النصوص المبثوثة
في فقه الركن الرابع من أركان الدين (علم آخر الزمان)
أو ما يعرف بالعلم بعلامات الساعة
فهو العلم الكفيل بإبراز خطورة المرحلة
من كافة الحيثيات وإدانة الجفاء
والغلو المتربص بالأمة داخل خيمتها الإسلامية
سواء لدى أهل الحكم أو لدى أهل العلم
أو لدى الشعوب المستغفلة المدفوعة
إلى خراب دينها ودنياها
بشتى البرامج السياسية الانهزامية
القائمة على ترجيح الإفراط ضد التفريط أو العكس منهما
مما يضمن للعدو المتربص إضعاف الفريقين
بل إضعاف الإسلام كله بهذه السياسة
القائمة على علتي (المنافسة والتحريش)
كما أخبر عنها من لا ينطق عن الهوى
في قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
- «لسـت أخشـى عليكـم الشـرك ، وإنما أخشـى عليكـم الدنيا أن تنافسوها فتهلككم كما أهلكت من كان قبلكم. »
- «فواللـه ما الفقر أخشـى عليكم ، وإنما أخشـى أن تبسـط عليكم الدنيا كما بسـطت على من كان قبلكم ، فتنافسـوها كما تنافسوها وتلهيكم كما ألهتهم. »
- «إن الشـيطان قـد أيـس أن يعبـده المصلـون في جزيـرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم. »
- «لتتبعن سـنن من كان قبلكم شـبراً بشـبر ، وذراعاً بذراع ، وباعاً بباع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، قالوا: يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال: فمن.»
إن البديل القرائي للمرحلة وساستها
ومخرجاتها لدى الغلاة والجفاة
في أهل السنة والشيعة وغيرهما
من واقع نصوص فقه التحولات
والعلم بعلامات الساعة، خير مفسر
للمشكلة الإسلامية والإنسانية كلها.
حيث يتضح بهذه القراءة النصية:
- ضرورة العودة في الاستدلال والاحتكام والجرح والتعديل إلى مرحلة الوحي والعصمة.
- وتجاوز ما حدث من الصراع المذهبي والسياسي اللاحق، ليبقى الصراع شاهد انحراف، وليس شاهد استدلال على سلامة فرد ولا جماعة ولا دولة ولا مذهب.
فالضابط النصي الصحيح
مربوطاً بالمرحلة الأولى
وهو الأصل في تعديل أو تجريح ما يلي:
- الأفراد من الصحابة أو التابعين.
- المراحل من حكم وراثي أو شورى أو خلافة.
- المسـتجد من نصـرة للدين أو حصول شرك أو استتباع أو ظهور مجدد أو مفسد أو اختراع أو اكتشاف أو هيمنة استعمار أو استهتار أو استثمار.
- الموعـودات كالمهـدي والدجـال والمسـيح ويأجوج ومأجوج والكوارث وما قبل ذلك وما بعد ذلك.
إن علم آخر الزمان
كفيل بالإجابة على كافة الأسئلة
المحيرة ذات العلاقة بمسيرة
الإنسان في المراحل المعاصرة.
أما علم الثوابت التي يدرسها المسلمون
على مختلف مذاهبهم وأفكارهم السياسية
فلا علاقة له بآخر الزمان وتقلباته
وإنما علاقتها بالبناء الشرعي للإنسان
في إسلامه وإيمانه وإحسانه فحسب.
وبالقراءة النصية للزمان وظواهره
ومظاهره وألسنته الناطقة والصامتة
ومستجداته وموعودا ته تنجلي الحقيقة
وتنكشف الأوجه المقنعة
ذات العلاقة بالبرامج الإبليسية المتنوعة
كالاحتناك والتربص والتزيين والتسويل
وجملة مفهوم المعاني القرآنية
(واستفزز مَن استطعتَ مِنهُم بِصَوتِكَ
وأَجلِب عَلَيهِم بِخَيلِكَ
وَشَارِكهُم فِي الأموالِ والأولادِ
وَعِدهُم وَمَا يعدُهُمُ الشَّيطَانٌ إلَّا غُرُوراً)
]الإسراء:64[.
ولا ينجو من هذا المشروع
إلا من سمَّناهم القرآن
(إنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَانٌ) ]الإسراء:[ 65
وهم في معنى من معاني الآية
الذين لم يندرجوا تحت سياسة المرحلة
باعتبار أن من معاني لفظة السلطان )المرحلة( .
والمرحلة الغثائية بالخصوص
وما تلاها هي المرحلة التي برز
فيها دور العمل المبرمج المشار إليه
في الآية الكريمة بدور فعّال ومتطور.
وما مشكلتنا أمامها إلا سوء القراءة
للنصوص القرآنية والنبوية
أو النظر إليها من خلال الثوابت
باعتبارها المادة الأصولية المدروسة
وإهمال المتغيرات بإهمال السابقين لها.
فجاء مُخرَجُ العلمِ المعاصر قاصراً
عن معرفة قراءة علم آخر الزمان
وتقييم لغة وهوية المتحدثين به
والمعبرين عنه بحق أو باطل
لغياب فقهه
المشروع وللأسف.
إن الصراع بين مذهب أهل السنة
والشيعة ـ منذ سقوط مرحلة الخلافة
على عهد عبد الحميد الثاني
وبدء مرحلة الاستعمار
كمفصل تاريخي تحولي
قد خرج عن ضوابطه الشرعية
لدى الفريقين تماماً
بفقدان القرار الراعي للهوية الإسلامية.
وبدأ عهد الهوية المدونمة والسياسة الاستعمارية المنظمة،
التي أعادت تشكيل الجغرافية المناطقية
والجغرافية الانتمائية والولائية
بأكثر من أسلوب ووسيلة
ليصبح الصراع التاريخي أكثر أثراً وتأثيراً
على الفريقين بعامل الدفع السياسي الدجالي
وتوازناته الدولية
والإقليمية والمحلية.
فلا الأنظمة المنتمية إلى مذهب أهل السنة
قد حكمت بأمر الله كما يجب
ولا الأنظمة المنتمية إلى الشيعة قد حفظت
أمر الله ورسوله وآل البيت كما يجب
وإنما اتخذ كل فريق سياسي لنفسه وأتباعه منهجاً
توليفياً يرتبط بالأصلين من حيثية واحدة
ويخالف الأصلين من حيثيات عديدة
والشاهد على هذا الأمر فقدان الحلول
الاقتصادية الشرعية لدى الفريقين
واستتباعهما الفعلي في السياسة والسياحة
والإعلام والتربية والتعليم والمرأة والثقافة
وهلم جرا لبرامج الأنظمة الغربية
والشرقية في أوسع مفاصل الحركة المعاصرة .
حيث لا يوجد برنامج اقتصادي إسلامي
لدى أحد من الفريقين على مدى مراحل
الاستعمار السياسي العالمي
ومنذ ارتباط هذه الأنظمة
بمسميات الشرعية الدولية
وقس على البرنامج
الاقتصادي بقية البرامج الأخرى .
وأكثر ما بقي لهذه المجموعات المتصارعة
مادة الاختلافات
المذهبية والعقدية دون حلول ولا حجة ولا مدلول.
إنها كارثة وليسمعها كافة المنتمين
لطرفي الصـراع في مدارس الإسلام المعاصرة
بكافة نماذجها بدء من الصوفية المذهبية
ونهاية بالأحزاب الإسلامية اللامذهبية
والجماعات التكفيرية والإرهابية
ومروراً بالحكومات العربية والإسلامية المتنوعة
ذات الهويات المتنوعة
ملكية وسلطنات وإمارات وجمهوريات ومشيخات وهلمَّ جرا
فالجميع ليس لهم هوية سياسية عالمية
وإنما لهم صراع مذهبي
وتعصب فئوي وطائفي وقبلي وقومي وسلالي وعرقي ومناطقي
وكل هذا الحال يغذيه الشيطان
ويدفع به ليقوي لدى الجميع
علة الإثارة والتحريش ما بين الذم
وإسالة الدم أو بهما جميعاً
وهذا ما يتشدق به الكثير
ويعمل من أجل تحقيقه الجل الكبير
من هذه الأطراف المخدوعة
وبالتحديد منذ عهد فقد القرار وامتلاك العدو الكافر
مفاصل التغيير وزعزعة الاستقرار
ولا أزيد على ما أشرت إليه
فالواقع خير شاهد
وما سيأتي من المشاهد والوقائع ستثبت للجميع
غياب الفقه الشرعي للمراحل لدى حملة الفقه الأصولي المجرد
وحملة الفقه الاستشـراقي والاشتراكي والتوليفي
والعلماني والعلمني والعولمي
وحتى الفكر الإرهابي الصيلمي الأخير
(لله الأمر من قبل ومن بعد)]الروم:4 [